الأحد، 10 يوليو 2011



‏​تعدّل نظارتها و تجذب شعرها بشكل مُتزمّت !
ترتدي الأسود و ترتشف القهوة السوداء و تُكحل عينيها بالسواد !
تخبئهُما تحت نظارتها الزجاجية ( غير الطبية ) حتى تمنع بحر عينيها بِ أن يثور ليُغرق أقنعتها ..

تعيش لتعلم طالباتها الجامعيات كيف يعشن في الحياة الواقعية . . القآسية جداً !

صبيحة اليوم عرضت عليها إحدى طالباتها قصيدة غزلية كتبتها ..
تأملتها ، ثم أشاحت بعينيها و ضحكت كثيراً
وسط دهشة الجميع !

ثم أردفت :
إنّكم مهووسون بِ الحب ، مهووسون بكل ما يدمرّكم !

الحب لا يُشيّد بُستاناً من الورد و لا يبني قصراً من أحلام كما تتخيلون !
إنّه يبني مأساةً مُزخرفة بِ رسائل معطرھ ..
ۈ موقعة من قبل شخصين قتلوا أنفسهم
بِ إسم الحُب !
إنّ مجنون ليلى يُبكيكم و يجعلني أضحك كثيراً ، و أتقزز أكثر ..
و أُراهن كم ليلى في هذه القاعة تحلم برجل مثل قيس . .
لٱ تحلمن . . !
لأن مجنونها لو حصل عليها لبحث عن ليلى أُخرى !
لأننا بشر تغرينا الأشياء البعيدة ..
نمقتُ ما بين أيدينا و نلهثُ كثيراً لدرجة أننا في سكرة الموت نتعلق بالحياة التي أضعناها بِملآحقةِ المستحيلآت !
لٱ تجعلوا نرجسيتكم تدفعكم لخزعبلات الحب الذي اخترعهآ " شآعر"
حتى لا تبكوا كثيراً ، و تدمنوا كثيراً ، وتتعثروا كثيراً و تموتوا أبشع ميتہ !

عيشوا من أجل أنفسكم . . فقط !
. . فقط !


تودع الجميع بنظرة صارمة و تتجه للمنزل !
تُشعل مصباحاً خافتاً .. تنزع سوادها و ترتدي قميصها الحريري الذي يشبه لون الورد . .

تلقي بنظارتها و تسمح لعينيها بِأن تبوح . .
تنثر دموعها على وسادتها !!
و تضم رسائله إليها التي تخبؤها في ديوان نزار قباني الموقع بإهدائه و المزخرف باسمه ..
تُمسك بالهاتف ، تضغط على الأرقام و يواجهها الصوت الذي تسمعه لسنتين كل ليلة :
هذا الرقم الذي طلبته غيرُ موجود بِالخدمة مؤقتاً ..
هه ! مؤقتاً !
تهمس لأحرفه :
لقد سجنتك خلف أضلُعي( مؤبداً ) !
لا تُصدقوهم حين لا يبكون . .
السماء تبكي ، الجدران تبكي ، وكل الكون يبكي !
فكيف بكتلةٍ بشريةٍ قذفها رحمٌ ضيق
فخرجت للحياةِ وهي تبكي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق